إلى الأخت الكريمة صاحبة الرسالة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه وبعد :
أختي الكريمة من اعتمد هذا الدعاء من أجل النجاح فقد ابتدع في دين الله تعالي ما ليس فيه. فإن البدعة تعريفها ( معناها ) شرعا كما عرفها الشاطبي بأنها طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد ) وعرفها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال ضابطها ( التعبد لله بما لم يشرعه الله ) وإن شئت فقل ( التعبد لله تعالي بما ليس عليه النبي صلي الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ) انتهي
فإن اشتبه عليك أن الدعاء عبادة وهو من الدين وأنه قال عز وجل ( ادعوني أستجب لكم ) وأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدعاء هو العبادة ) قلنا لك نعم قد صح ذلك وغيره من الأدلة كثير في نفس المعني ولكن لم يثبت أنه صلي الله عليه وسلم قد أرشد إلى هذا الدعاء من أجل النجاح وكذا لم يصح عن خلفائه الراشدين وإنما يدعو كل إنسان بمسألته بما يشاء ويسأله سبحانه بأسماءه الحسني وصفاته العلي ما يرجو ويطلب .
واعلمي أن العلماء الأكابر قد قسموا البدعة إلي قسمين
بدعة حقيقية : وعرفها الشاطبي بأنها ما لم يدل عليها دليل شرعي لا من كتاب ولا من سنة ولا من إجماع ولا إستدلال معتبر عند أهل العلم ( الإعتصام للشاطبي )
وذلك مثل إحداث صلاة سادسة بركوعين مثلا في كل ركعة أو بغير وضوء . أو تحريم الحلال أو تحليل الحرام إستنادا لشبه واهية وبدون عذر شرعي .
الثاني البدعة الإضافية : عرفها الشاطبي بأنها (ما لها شائبتان أحدهما لها من الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة، والجهة الأخري ليس لها متعلق فهي تستند إلي شبهة وليس لها دليل أو لا تستند إلى شيء فهي من تلك الجهة كالبدعة الحقيقة، والفرق بينها وبين الحقيقية أن الدليل علي البدعة الإضافية من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها دليل مع أنها محتاجة إليه لأن الغالب وقوعها في التعبديات لا في العاديات المحضة ) انتهي بتصرف من الإعتصام للشاطبي.
ومنه تعلمين أختي الكريمة أن اختراع ألفاظ دعاء وجعله مخصوصا للنجاح مضاهاة لما كان يعلمه لنا صلي الله عليه وسلم من دعاء الكرب أو من أذكار الحفظ كحديث (من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ لم يصبه........ ) إلي آخر الحديث فهذه أحاديث ثبتت وصحت عن النبي صلى الله عليه وسلم أما ما لم يثبت فلا نخصص فيه كيفية ولا ألفاظ بعينها ندعو بها بل كل إنسان يدعو بما يتيسر له ويسأله كما سبق بأسمائه الحسني وصفاته العليا ويسأله من فضله العظيم ما شاء من سؤال ويدعوه بما له من حاجة وهكذا ..